قسوت على الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة السياحة فى قضية «العمرة السياحية»، ولكن هذا لا يمنع من إشادة مستحقة على زيارتها الأقصر لتطالع على الطبيعة أحوال المقصد السياحى المصرى الأول، وتقف على الحال والأحوال، وتحصى المعوقات، وتحلحل المشكلات، وتتخذ القرارات أرض الواقع.
هكذا تورد الإبل، هكذا يتحرك الوزير المسؤول، لم يعد لدينا رفاهية التعاطى مع التقارير المكتوبة، وكله تمام التمام فى الموقع، وعلى رؤوس الأشهاد، واللقاء المباشر وجهًا لوجه، واسمع منا ولا تسمع عنا، وكم من حكايات تصك الأسماع عن الأقصر التى يمكن أن تكون الفرخة التى تبيض ذهبًا سياحيًا.
ليست هذه أولى زيارات المشاط التفقدية، ولن تكون الأخيرة، والوزيرة على خطى رئيس الوزراء، «مدبولى» فى أسوان والمشاط فى الأقصر، هناك تحركات وزارية مهمة على الأرض، ستؤتى أكلها طيبًا.
المشاط تخارجت من صدمة الموقع الوزارى الذى جاءها يسعى لم تسع إليه، وفى سياق ربما بعيد نسبيًا عن تخصصها الأكاديمى وسلكها الوظيفى، ولكنها سرعان ما استوعبت وتعمقت فى الملف السياحى، وبرزت كواجهة معتبرة فى المؤتمرات والمعارض والبورصات السياحية العالمية تروج لمنتج مصرى معتبر بالق مصرى خالص.
ما أسمعه عن نشاط الوزيرة من قامات سياحية معتبرة جيد ومحترم، ويبرهن على أن اختيارها صادف أهله تمامًا، والأرقام السياحية، التى لا تعلنها من باب الحيطة والحذر تؤشر على عافية سياحية متحققة تدلل عليها الحجوزات السياحية فى مدن السياحة الشهيرة كالغردقة وشرم وأسوان.
وتبقت الأقصر متعبة، ولذا ذهبت الوزيرة وتحولت على الأقدام لتفقد الحالة السياحية الأقصرية لتشخصها وتقترح علاجاتها بعد تحسس آلامها المتخلفة عن سنوات الجفاف السياحى خلال السنوات السبع العجاف الماضية.
مايزيد من فرص نجاح المشاط خبرتها العالمية المختزنة، فوراءها تاريخ طويل وناجح فى كبرى المؤسسات الاقتصادية العالمية والوطنية، خبرة كانت تنقص القطاع السياحى، الذى ظل يعتمد على شهرة الفراعنة فى غزو الأسواق السياحية العالمية دون خطط تعنى بترويج المنتج السياحى المصرى فى تنوع مقاصده، واتساع رقعته، بإضافة مقاصد سياحية جديدة لم تكن على الخارطة المصرية، رحلة العائلة المقدسة فى مصر نموذج ومثال.
نجاح «المشاط» يقاس بصعوبة المهمة، تولتها فى ظل ظرف سياحى صعب، وعواصم أوروبية تعلق طيرانها إلى مصر، وأخرى تطلب اشتراطات متعنتة فى المطارات، وحملة من عواصم منافسة لقطع الطريق على المقصد السياحى المصرى استغلالًا لأحداث خارجة عن الإرادة المصرية.
تولت «المشاط» فقررت اكتساب ثقة الشركات السياحية العابرة للقارات، والوكلاء الإقليميين والمحليين، لم تعد بما لا تقدر بل بما تستطيع مستندة إلى ثقة سياسية فى القيادة المصرية توفرت فى العواصم الأوروبية عكست ثقة فى الحالة المصرية المثالية للسياحة الدولية فى بلد الأمن والأمان.
المهمة السياحية الدولية التى نذرت «المشاط» لها وقتها بالكامل أولًا، عكست نفسها فى أرقام متحققة، فاستدارت إلى ضبط إيقاع الداخل السياحى ليواكب متطلبات مرحلة الفيضان السياحى المأمول، وهذا ما تجسده جولة الأقصر الأخيرة، فهذا المقصد السياحى الفرعونى الأثير يحتاج إلى نقلة حقيقية تعوض غيابًا تامًا فى سنوات الجفاف السياحى، الأقصر تستأهل نقلة على مستوى المضمون والفكرة وتستحق أن تحوذ لقب المقصد السياحى الأول عالميًا، وهذا قريب التحقق على أيدى هذه الوزيرة النشيطة.. نجاحها من الأقصر، إن شاء الله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة